وددّتُ – في البدء – إختيار عنوان ” مها الفارس .. وقع خُطى واثقة”،لكني آثرتُ إنتقاء كلمة “حاذقة”بدلاً من”واثقة”-عن دراية وقصد-،وربما سيفطنُ القارئ لمقاصد لذلك الفرق .. وإن كانت الكلمتيّن تنطبقان على ما أنوي البت فيه، فيما يتعلّق بنتاج ورؤى وأفكار هذه المهندسة الشابة بوجهها الطافح باشراقات الثقة والتفاؤل والثبات النوعي، فيما تروم وتبغي وتتطلّع في عوالم نهجها للسرد “قصّة ورواية”،شاء لي أن التقي بمها الفارس-لأول مرة- في حفل توقيع روايتها الأولى”دياجير الموصل”،أقامه مركز الموصل للدراسات الاستراتيجية و المستقبلية يوم 7 شباط /2025 بالتنسيق والتعاون مع المركز الاكاديمي الاجتماعي في عنكاوا، وكان لي سَبق الكتابة عن روايتها الضخمة من حيث عدد صفحاتها البالغة (486) صفحة من القطع المتوسط والصادرة عن دار الحكمة في لندن،فضلاً عن قيمتها المُثلى والجريئة بنقل تفاصيل ما حدث عبر صراحة متناهية برعت تُوّثق لجوانب حياتيّة وعلاقات إجتماعيّة غاية في الأهميّة والصدق لتلك السنوات المظلمة التي وقعت فيها الموصل فريسة في براثن قبضة الدواعش الأشرار،من خلال مقال موّسع نُشر في ثقافية جريدة الوطن الجديد بعددها الصادر يوم الاربعاء الموافق للتاسع عشر من آذار ذات العام،حمل عنوان؛ (الماضي بأوجاعه وتمظهرات ما يُخفي في رواية “دياجير الموصل” لمها فارس)، وما دواعي هذا التذكير سوى الإشارة والإشادة والإعتداد بنهج و وهج موهبة مختلفة،أضحت قافلة على الخوض في أنساق ومسارات،أراها خاصة ومقرونة بأسمها،بالاخص كتابة القصص القصيرة والقصيرة جدا،من التي تسنّي الإطلاع عليها والتملي بعوالمها الغرائبيّة، ومن النوع الذي تُجبرك الكاتب على قبولها واقعاً حقيقياً أو محتملاً لا محال، قد لا تسمح أو تُيح مساحة هذا المقال التركيز أو المرور على بعض نواجز ما أنتجت مها وتميّزت بوعي مختلف، وهي لم تزل في ريعان شبابها وفتوة تجربتها،يكفي بأن نُشير و نُذّكر ببعض من إسهاماتها وإنجازاتها،عسى أن تؤكد مساعي زعمنا وتبّني تجربتها والتبشير بخواصها الإبداعية.
لمها الفارس كتب مشتركة في أعمال أدبية بجنب عدد من الكُتاب والأدباء من بلدان عربية،فقد فازت بمسابقات عدّة في مجال القصة القصيرة التي بدأت بكتابتها منذ العام/ 2020، من خلال حصول قصّتها “في الطريق” على المركز الأول في مسابقة القصة القصيرة التي أقامتها مجلة ترانيم الأدبية، وتم نشرها-حينذاك- في تلك المجلة،فضلا عن نصوص أخرى حققّت نجاحها وحضورها في مسابقات لاحقة، منها قصة “مكائد الظلال” حصلت على المركز الأول في مسابقة سرديات السلام للقصة القصيرة التي اقامها كرسي اليونسكو بالتعاون مع جامعة الموصل،والمؤمل أن تُطبع في كتاب خاص بنتائج هذه المسابقة،ثم قصة “الفرشاة الزهرية” التي حصلت على المرتبة الأول في دار كاريزما للنشر والتوزيع، إلى جنب قصة ” المفتاح” كانت ضمن إحدى القصص الفائزة في مسابقة الأقلام الجادة في مصر،كذلك قصة “الخلود” الفائزة في مسابقة عربية أقامها رصيف الكتاب الثقافي في الموصل،ستطول قائمة الفوز أن اردنا المرور عليها جميعاً ،لذا سنكتفي بذكر قصة “إرحل” الفائزة الأولى في مسابقة أقوى نص أدبي والتي نظمها فريق “كُن كاتبًا”،وقصة “على الجسر” في مسابقة يوسف إدريس للقصة القصيرة التي أقامها نبض الإبداع العرب،وقصة “مكتبة برمودا”جاءت ضمن القصص الفائزة لدى دار الرونق في مصر،وإذ نكتفي بهذا القدر،ونتوّقف عند هذا الحدّ،أملين لمها التواصل بحفول سعيها وسمات تفرّدها بُغية أن تضيف للقصّة العراقية والعربية بُعداً أخر ونكهة أخرى،تتسّم بأسمها الفتيّ،وغصنها الطريّ.
+ There are no comments
Add yours