هذا نصٌ شعري كنتُ قد هديته إلى صديقي المهندس عماد متى توما،الذي شغل لأكثر من أثنتي عشر عاماً موقع مدير إدارة المركز الإكاديمي الإجتماعي في عنكاوا، وهذا المركز هو صرح ثقافي مهم وحيوي في قلب هذه المدينة الوداعة والجميلة بكل ما فيها، مكتوب في أذار/2021 اي بعد عامين من اقامتي الدائمة فيها، بعد أن رأيتُ فيه “أي عماد”ما يمكن أن أختصرُ الكثير والأثير من عوالم وخواص وسمات أطباع أغلب أهالي وسكانها الأصلاء ولكي ندخل في صلب الموضوع حول دخول عامي السابع مقيماً منذ أيلول/2019، أود أن أعادة نشر ذلك النص الذي أبدع بتلحينه الفنّان “جمعة العربي” بصوت المطربة المغربية “صباح” يقول النص الذي جاء بعنوان؛
” هوى ..عنكاوا”؛
كلَّ يومٍ تقابلُني ..عنكاوا
كما صبحٍ خجولْ..
يشعُّ ضوءً وندًى
مِنْ كثرةِ ما أرادَ
أنْ يقولْ ؛ لا شيءَ أنقى
مِنْ نبضِ قلبي
ومِنْ ماءِ العيونْ
كما وجهِ “يسوعِ”
أرى النّاسَ أحلى
وأسمى حين المحبةُ
تسعى أنْ تكونْ
نسائمُ اللهِ..
تغمرُ روحي..
بمَنْ تعمَّدَ قلبُهُ
بالنُّورِ..وأضحى
صوتُهُ.. يعيدَ الصَّدى
خيرُكُمْ مَنْ أحبَّ
مخلصاً .. فادياً حتّى عدوَّهُ..
مسامحاً…ثلمَ ذنوبِهِ
متى يَسُدُ الحبُّ..
يشفَ القلبُ
إذْ تصفو ..العبارةُ
نحنُ ظلُّ اللهَ
بأرضِهِ..
نحن مَنْ يسمو السَّلامُ بهِ..
نحن مَنْ يُحَيّي
ويُعلي..
شاراتِ الحضارةِ
نحن نواةُ الوعيِ
والسَّعيِ
والتَّسامحِ والنَّضارةِ
حبانا اللهُ ..
بمَنْ نحبُّ
وخصَّنا بالقربِ منهُ
كلَّما..سرْنا صعوداً
نحو.. مَنْ نهوى
ونرى فيهِ الخلاصَ
طريقاً.. للبِشارةِ”..
أنتهى النص،ولم ينتهِ حديثنا عن إقامتي في عنكاوا، شاء وأن جرت العادة أن أكتبَ عن مناسبة وجودي فيها ،كما لو كان ذلك اليوم الذي قررّتُ فيه الإقامة في رحابها، يمثل لي تأريخاً أعتز به وأفخر،بعد أن وجدت فيها ما يساند ويعاضد فكرة مشروعي المشترك مع الموسيقار نصير شمّة سفير الفّن والسلام في منظمة اليونسكو، وسفير منظمة اللا عنف العالمية، من هنا عملنا على تأسيس أول مركزٍ للاعنف في العراق وعموم المنطقة بالتعاون مع جامعة جيهان في آربيل، يتولى بث وترسيخ مبادىء فلسفة وثقافة نبذ العنف بكافة أشكاله وتنويعاته وإشاعة قيم وأواصر السلام وروح التسامح، وقد تجلّى ذلك على أثر تسميتي سفيراً للمنظمة الدولية للا عنف ومقرها السويد يوم 21/1/2020، من خلال إرسال عميد سفراء اللاعنف في أوربا خصيصاً لهذا الغرض الذي أتشرّف به وأسمو، بيد أن أملي لم ينقطع في إيجاد سبل التواصل من أجل إكمال ذلك المشروع، وكان على ضوء ذلك عقد صلات صداقية وتعارفية مع العديد من الاصدقاء والشخصيات الإكاديمية و الثقافية والفكرية عبر فترات تواجدي في المركز الاكاديمي الإجتماعي في عنكاوا ، والمشاركة والتفاعل مع أنشطته وفعالياته في عموم مجالات الثقافة والحياة، حيث كان بالغ الأهمية و ثراء الأثر في تمتين و توثيق كل ذلك بدأب حضور الدائم بهذا الصرح المعرفي ومع تتابع وتوالي الأعوام يتزايد رصيد الذكريات وتتجدّد، فيما يبقى الحنين لبغداد القلب يلهث ويتلألأ عشقاً أبديّاً، وأرى حبي لها يكبر ومن عيون عنكاوا يفيض الحبّ يسمو بوهج صدق وعمق المشاعر.
+ There are no comments
Add yours