التفكير النقديّ في عصر الذكاء الاصطناعي “خيار تربوي وضرورة مجتمعية”

عرض ومتابعة/ نمتار

 

   يتبنّى كتاب الباحث في  مجال العلوم التربوية الاستاذ سامي بهنام المالح  المعنوّن “التفكير النقدي في عصر الذكاء الاصطناعي ” الصادر-حديثاً- بمساندة ودعم من قبل جامعة جيهان الاهلية في أقليم كوردستان – اربيل،محاور عدة وأبواب تتعلق بموضوعات التفكير النقدي من حيث هو الأُس والأساس الضمني والذهني والمعرفي في تلقي وتقديم وتقييم الجوانب الخاصة والمتعلقة بهذا النوع الخالص في  فضايا الفكر والنقد من جهة،ومن جهة أخرى،بما يجاور و يتعلق  مدى أثر و تـأثير هيمنة الذكاء الاصطناعي  على عصرنا الراهن.

    يرى الباحث وهو الحاصل على البكالوريوس -علوم فيزياء-العراق،والماجستيرفي العلوم التربوية/تطوير المعلّم- السويد، والذي سبق و أن أصدر في العام/2024 كتاب أنضوى بعنوان “التعلّم من منظور أوسع”،بأن المخاطر والتحدّيات التي تصاحب تطوّر الذكاء الإصطناعي تجعل من التفكير النقدي أن يكون بأمس  الحاجة الُملّحة عبر المهارة الأساسية في مجال متابعة تأثيرات ما يجري ويحصل حول موضوعات التجديد والخلق والإبتكار،فضلاً عن جوانب أخرى تندرج في  نواحي الفهم والإستيعاب لمجمل ما تخلقه عمليات الخلق و نواتج الإبتكار الذي يُمكمل ويعزز أكثر من مكانة العلم ورفع شأن الإنسان  في كل مكان وزمان من حيث هو -بلا أدنى شك- مركز الكون .

 

أنماط التفكير.

   حوى الكتاب عبر بابه الأول،وفصوله السبعة على موضوعات تناولت من خلال فصله الاول موضوعة “التفكير من حيث هو قوة الحياة/ كيف نفكر،وصولاً الى كون التفكير يحتاج إلى طاقة،ثم الانتقال إلى أنماط التفكير،وفيما  حفل الفصل الثاني عبر تناوله” أصول وجذور التفكير النقدي/الفلسفة/ عصر النهضة-الثورة العلمية وعصر التنوير/علم النفس/البراغماتية في التربية والتعليم-جون ديوي/تصوّرات في فهم التعليم والسلوك الإنساني،ثم المنعطف التأريخي الأهم،”ويريد الباحث بهذا المنعطف ما حصل من نقطة تحوّل كبير في مجال تدريس التفكير النقدي،أبّان ثمانينيات القرن العشرين –تحديداً- في العام/ 1983 من خلال ما شهدته ولاية كاليفورنيا -انذاك- بحكم اصدارها لتشريع يُلزم جميع طلبة الجامعة بأكمال دورة تدريبية في التفكير النقدي كشرط أساس للتخرج.

 ولعل من أبرز ما حوى الفصل الثالث من عناوين،يمكن درجها كما وردت بتسلسلاتها على نحو ما جاء به الكتاب؛” ما هو التفكير النقدي/تنوّع تعاريف التفكير النقدي/المشترك في تعاريف التفكير النقدي/الجوانب الاساسية للتفكير النقدي/ التفكير النقدي كمادة اكاديميّة/والتفكير النقدي كنظرية/ وأخيراً.. التفكير النقدي كأسلوب وطريقة.

الحوار الناجح

يبدو الغرض من  هذا العرض،هو التعريف بما حاول الكتاب ومن خلال جهد مُضني واضح وسعي حثيث وكبير،الاحاطة بما حفل تناوله،عبر نواحٍ ومقتربات تُبرز هذا المنحى من التفكير،لذا يقتصر المقال على تتبع خطوات علمية -عملية دقيقة في مهام سيره، بغية فهم وهضم غاياته النبيلة والسامية التي من أجلها تفانى الباحث التربوي الرصين سامي المالح،بعقله التنظيري وخبرته العملية الثرة طوال أربعة عقود في مجال البحث و التعليم،في ايصال كل ما يخص موضوعه الاساس والمركزي هذا.

  والفصل الرابع من الكتاب،تواردت فيه تسلسلات هذه العناوين لتناقش وتطرح  مثل هذه المحاور”أولا- التفكير النقدي ضرورة ملحة/ثانياً-لماذا نحتاج إلى التفكير النقدي؟/ثالثا- الطريق الى الابتكار والابداع/ رابعا- وجهان للبحث العلمي/التفكير الحر والحوار/ وأخيرا- الحوار الناجح”.

  فيما أستنار الفصل الخامس،بجملة موضوعات هي؛” مكونات وعناصر التفكير النقدي/التفكير المنظم/الخلفية المعرفية/المهارات اللغوية والتواصل الاقناعي/السمات الشخصية/ والإبتكار”،أما وما جاء  به الفصل السادس من القسم الاول يندرج تحت عناوين لموضوعات”الحجج و المغالطات/الحجة/الخطابة/ورابعاً- حجج مألوفة تقود إلى توّهمات وأخطاء”،بحسب نصّ ما ورد في متن الكتاب.

الذكاء الاصطناعي

   حيال الخوض والغور في مناسيب عرض بقية  أبواب  الكتاب الثلاثة،مدعومة بمداخل الفصول،بدءً  بالفصل السادس والسابع والثامن وصولاً للفصل العاشر الذي تخصص في حثيات ما توّصلت إليه مجسّات  ونواتج “الذكاء الاصطناعي والتفكير النقدي”،كما وخصّ  الفصل الحادي عشر،وهو الأخير في فهرست الكتاب موضوعة “الذكاء الاصطناعي في التعليم من منظور نقدي”،والذي هوغاية ما نروم ونرغب الوصول إليه،في جوهر عرضنا العام لهذا الكتاب الجدير بالقراء والاطلاع والفهم،لجملة ما حوى وناقش وأفاض بعدة مجالات وإتجاهات ومستويات، تعلّقت بالامكانات والتحديات،من خلال أسئلة حيوية ومواقف تنطلّق وتتجّه نجو منظور نقدي يتحاذى مع ما توّصل اليه العلماء من المشتغلين في كافة مجالات وتخصصّات الذكاء الاصطناعي،بالاخص في مجال إعداد المعلم والمدرسة وصولاً للصف الواحد،كذلك كافة خواص ومتعلقات العملية التربوية والتعليمية،وعلى كافة مراحل الدراسة،ولنا -في نمتار-عدة وقفات تحليلة،توضيحيّة ونقديّة،قادمة،تروم مناقشة وتناول جوانب ممّا تناوله وتبنّاه هذا المنجز والجهد الحيوي والمهم ،كونه يقع في  صُلب وقلب ما تحتاجه حياتنا الراهنة وما ينظرنا في المستقبل.

 

 ح.ع.الحميد

You May Also Like

More From Author

+ There are no comments

Add yours