ثمرة القانون.. شجرة الذكاء الاصطناعي

بحبر / رئيس التحرير

ستبدو أية محاولة تروم الفصل ما بين علاقة القانون من حيث كونه أُسًّا وأساس تنظيم وترسيم شؤون الحياة، وتعزيز أطر أهميتها واستمرارها على نحو ما يجب، عن عُرى وتقدّمات ما أُحرزت وأُنجزت مخرجات ما وصل إليه الذكاء الاصطناعي بتنوع اهتماماته التي غزت وشملت كافة مجالات الحياة.

أدّعي بأني قد كنت – ولم أزل – ممن يدعون إلى خلق معادلات وتوثيقات كل ما يُماسّ نواحي الفكر ومشاغل المعرفة، السعي لربطها وخلطها بنسيج ما تنشده وتؤسس له العلوم العامة والصرفة – معًا –.

وقد يبدو الأمر بديهيًا لمن يود الاقتراب والغَرف من ينابيع العقول الكبيرة والزاخرة بما يُمجّد العلم ويرفع من شأنه، في ذات الوقت الذي يكون للأدب والثقافة بكافة مقترباتهما وأطيافهما أثرٌ وقوة أثره وتأثيره منذ انبثاق أولى خيوط فجر الحضارة الإنسانية، وأبعاد وأنساق تطوراتها الراهنة في زمن أعتى ما وصلت وحصلت عليه ثورات التقديم الرقمي من نتائج الذكاء الاصطناعي.

 

عماد وأساس ما أُشيِّد عليه بمقالي هذا، سرد بعض تجليات عمق ما جاءت تنوء به محاضرة الباحث والمفكر الكبير د. عبدالحسين شعبان في بُنيان ما خُطّ واختار حول القانون والذكاء الاصطناعي، بالتعاون والتفاعل والتنسيق مع نقابة المحامين العراقيين، عصر ثلاثاء السابع من تشرين أول الجاري، وبحضور نوعي لافت لعدد من المحامين والحقوقيين وذوات الشأن والتطلّع من باحثين وإعلاميين ومهتمين.

أضاءوا بوجودهم فخامة وأناقة وجمال قاعة المحاضرات في مبنى مقر النقابة بتأريخها الناصع، العريقة في كرخ بغداد في منطقة المنصور.

لم تكن المحاضرة التي أدارها المحامي الشاب وليد عبدالحسين آل جبر، رئيس اللجنة الثقافية في النقابة، بمبعد عن آخر ما توصلت إليه تقانات هذا النوع الخارق من أنواع الذكاء، بعد أن استحث المفكر الكبير د. شعبان ذخائر ما يحمل من تصورات وتطورات أثّرت وعمّقت من موجبات السعي والعمل على تبنّي النقابة لمهام خوض وتهيئة كل لوازم التعزيز التشريعي والقانوني في رص صفوف كل ما يجعل من هذا النوع من الذكاء يعمل ويصبّ في خدمة الإنسان والمجتمع، محذرًا من مغبّات الاستخدام السيّئ لهذه النعمة العلمية الإنسانية الهائلة التي منّت بها العقول الخيّرة الرامية لجعل الحياة تستحق العيش بما يُجانب القيم العليا لما يحب أن تكون عليه الإنسانية الحقة.

أتراني هنا أُعيد أصداء وأنواء ما زخرت به عبقريات عبدالحسين شعبان في سمو محاضرته الباهرة والبارعة، والتي عَمدتها آراء وأسئلة وإضاءات ومداخلات الحضور النوعي الفخم بعد أن أثْرى وأفتى وأضاف، بما جعل من هذه المحاضرة حدثًا علميًا ثقافيًا معرفيًا ظافرًا في قدرة العراق بأن يكون في مقدمة الدول بهذا المجال بما يستحق من مكانة رفيعة ولائقة؟

أم أنني أبغي وأروم لما هو أبعد، بغية أن يتحول الكلام إلى أفعال ومخرجات، بعد أن أصبحت كرة الذكاء الاصطناعي في ملعب نقابة المحامين، وهي الأجدر في تحقيق الفوز.

ح.ع. الحميد

You May Also Like

More From Author

+ There are no comments

Add yours