بحبر/ رئيس التحرير
نَالت حواء ..على مرّ دهورنا وتوالي عصورنا ما نالت – ولم تزل تنل – من زهو فخر و ولع إهتمام الشعراء والكُتّاب من سادة الحرف وعشّاق الكلمة، ما لم ينله المدعوآدم، ولو بعُشر معشار ما نالها، إذ لايكاد شاعر في الكون لم يذوب كتابة بها وعنها أو تغزّل،وهناك من تمادى وتوّلع منهم وتلوّع بحبّها غراماً وهياماً، وثمة مّن خرّ صريعاً بأهوائها حدّ الهوس و الجنون الذي أقترن بأحوال وسيّر وأسماء من حشد عشاقها الخرافيون أؤلئك ممّن قرأنا وسمعنا وعرفنا عن قصصهم وقصائدهم،فيما لم نزل نُردّدها على حين شكوى أو مرارة عتاب ما بين عجبٍ وحيرة أعجاب، وهنالك من نال بإجراءها لقب “شاعر المرأة ” نزار قباني-مثلاً- و من قبله عمر أبن أبي ربيعة، كما ولم تفلت الأثنى من مزاعم لوم ،ودواهي نيل وندب وتقريع،على أيدي وأهواء عدد أخر من الذين لم يفلحوا فرحاً في محراب الحبّ بسبب فشل وشلل وجداني-عاطفي،مع غيرها من مختلف الاسباب ،فتلك هي قصّة اللبناني الشاعر ألياس أبو شبكة تًلّوح عالياً في أفق الشك والمقت والبلوى، بعمق ما كان يسكن قلبه من آسى وألم ولوم جرّء غدر تلقاه من أنثى، وعلى طرف أخر من جمال ورخاء معادلة،تجلّى ينشدها أمير الشعراء أحمد شوقي في واحدة من أترف وأجمل تخريجاته البيانيّة و البلاغية المبنية على انحياز واعٍ لجمال اللغة العربية، وبما ينطبق على جمال المرأة،سنتتبع معه سير هذه المقارنة حين يقول؛” الحرف بمحدوديته ذكر و اللغة بشمولها أنثى / والحب بضيق مساحته ذكر .. و المحبة بسموها أنثى / والسجن بضيق مساحته ذكر ..والحرية بفضائها أنثى / والبرد بلسعته ذكر .. و الحرارة بدفئها أنثى / والجهل بكل خيباته ذكر.. و المعرفة بعمقها أنثى / والفقر بكل معاناته ذكر ..و الرفاهية بدلالها أنثى / و الجحيم بناره ذكر ..و الجنة بنعيمها أنثى / و الظلم بوحشيته ذكر .. و العدالة بميزاتها أنثى / و التخلف برجعيته ذكر.. و الحضارة برقيها أنثى / و المرض بذله ذكر .. والصحة بعافيتها أنثى / والموت بحقيقته ذكر ..و الحياة بألوانها أنثى .”واوووو ” ما هذا النشيد البياني، البلاغي الذي وازن فيه شوقي ما بين ترف تاء التأنيث، خشونة ملمس التذكير؟!،تحضرني-هنا- هذه الابيات لأبي الطيّب في زعم رثائه لخولة أخت سيف الدولة قائلاً؛
+ There are no comments
Add yours