د. عبد الحسين شعبان
أكاديمي ومفكّر عراقي
“يكاد يكون غائب طعمة فرمان الكاتب العراقي
الوحيد الذي يركّب أشخاصه وأحداثه ورواياته تركيباً حقيقياً”.
جبرا إبراهيم جبرا
مدخل
إذا كانت الرواية الروسية قد خرجت من معطف غوغول، فإن الرواية العراقية الحديثة خرجت من إحدى حارات بغداد ومحلاتها القديمة. ويمكن اعتبار رواية “النخلة والجيران” لغائب طعمة فرمان في العام 1966، الإعلان الأبرز عن ذلك، وقد كان لفرقة المسرح الفني الحديث دوراً كبيراً في انتشار الرواية، خصوصاً بعد إخراجها كمسرحية، الأمر الذي وسّع من نطاق الجمهور الذي تأثّر بها، لاسيّما بالعدد الكبير الذي شارك فيها من كبار الممثلين، إضافة إلى مخرجها الفنان المبدع قاسم محمد.
وقد عكست رواية “النخلة والجيران” الحياة البغدادية بكل تفاصيلها وتناقضاتها، قاعها وسقفها خلال فترة الحرب العالمية الثانية، حيث أطلّ غائب طعمة فرمان من خلالها على هموم الناس ومعاناتهم والمشكلات الاجتماعية والاقتصادية، إضافة إلى هواجسهم ومخاوفهم. وحسب زهير شليبه في كتابه عن غائب طعمة فرمان الصادر في العام 1996 وهو دراسة أكاديمية لنيل الدكتوراه، فإن النخلة والجيران هي “أول رواية عراقية فنية تتوافر فيها مقوّمات النوع الروائي بمواصفاته الأوروبية الحديثة”.
+ There are no comments
Add yours