غادر عالمنا الكاتب التشيلي الكبير أنطونيو سكارميتا، أحد أعمدة الأدب في أمريكا اللاتينية، تاركاً وراءه إرثاً أدبياً خالداً. اشتهر بروايته الشهيرة Une ardente patience، التي تحولت إلى عمل سينمائي بارز بفيلم The Postman في عام 1994، حيث رسم العلاقة الإنسانية العميقة بين الشاعر التشيلي بابلو نيرودا وساعي البريد الشاب. حقق الفيلم نجاحاً مدوياً، وحصد جائزة الأوسكار لأفضل موسيقى تصويرية عام 1996.
فابيان سكارميتان، نجل الكاتب الراحل، أعلن وفاة والده عن عمر ناهز 83 عاماً، مؤكداً أن المرض الطويل المرتبط بالزهايمر انتهى بالموت الطبيعي. هذا الخبر المؤلم نقله إلى العالم يوم الثلاثاء، وفقاً لما صرحت به وكالة فرانس برس.
رئيس تشيلي، غابرييل بوريتش، عبر عن حزنه العميق على رحيل سكارميتا عبر حسابه على منصة (X) قائلاً: “شكراً لك أيها المايسترو، على الحياة الزاخرة التي منحتنا إياها. على القصص التي أخبرت بها العالم، على مسرحياتك، وعلى التزامك السياسي العميق، وعلى برنامجك التلفزيوني الذي وسع آفاق الأدب إلى أبعاد جديدة”.
أنطونيو سكارميتا كان أحد أبرز رواد جيل الستينيات في الأدب التشيلي. درس الفلسفة في جامعة تشيلي، وأكمل دراساته العليا في جامعة كولومبيا بنيويورك. بعد الانقلاب العسكري الذي قاده أوغستو بينوشيه في 1973، اضطر سكارميتا إلى المنفى، حيث أقام في الأرجنتين ثم ألمانيا، قبل أن يعود إلى تشيلي ويتولى منصب سفير بلاده في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
مسيرته الأدبية زاخرة بالعشرات من الروايات، القصص، المسرحيات، والأعمال الموجهة للشباب، التي نالت تقديراً واسعاً وحصدت العديد من الجوائز العالمية. وفي عام 2014، توجت مسيرته بنيله أعلى تكريم أدبي في تشيلي، جائزة الأدب الوطني.
أنطونيو سكارميتا، المولود في 7 نوفمبر 1940 في أنتوفاجاستا شمال تشيلي، عاش حياة غنية بالتجارب والمعرفة. شغل العديد من المناصب الأكاديمية، وعمل أستاذاً للفلسفة ومخرجاً مسرحياً، ليترك بصمة لا تُنسى في عالم الأدب والفكر، ترحل الجسد ويبقى الحرف.
+ There are no comments
Add yours