لا تُعيد اختراع العجلة 

بحبر/ رئيس التحرير

 

    وجدتُني  أمسك بعروة مقولة للشاعر محمّد الماغوط تقول؛”أن تحرير العقل العربي أصعب من تحرير فلسطين “،وأنا أهمُّ بالدخول إلى معمعة من يرى بأن”النجاحات المنقرضة” في زمن لم يعد للأحلام الجماعية فيها مكاناً،جرّاء حجم التطوّرات الهائلة التي يشهدها عالم اليوم، متعللاً بوجوب الحلول الأنجع والأنجح عبر تلك الإنجازات والمهارات التي يحققها الفرد نفسه داخل الجماعة أو المجتمع الذي يحيا فيه وينتمي إليه، لتبقى راية موضوعة الفرد هو كونه مركز الكون ترفرف في سموات الأحداث التي تدور من حولنا، لتعيد وتؤكد صحة الرهان على مبدأ أن ذاكرة الفرد أقوى من ذاكرة الجماعة، كون الشعوب أو الجماهير قد تنسى ما يمرُّ بها من ظروف وأحداث تبعاً لإختلاف تفكير وثقافة ومحيط وبيئة كل فرد عبرعوامل عدّة وكذا متغيرات لسنا بصدد الخوض فيها -الآن- ،من هنا قد تلجأ السياسات بحكوماتها وثقل سلطاتها وأنظمتها -كلّما أقتضى الحال- للمماطلة والتسويف في تمرير غاياتها وأهدافها بحكم ذلك النوع من الذكاء الكافي للاحتفاظ بالسلطة، أكثر فترة متاحة وممكنة، ولا بأس من  ذكر فكرة عمل وتفكير تلك السياسات والأنظمة عن مدى الإستفادة من إستثمار الماضي لصالح الحاضر طمعاً في كسب المستقبل، على حساب مختلف النواتج التي ستلحق بشعوبها ومصائر الناس، التي لم تجد أمامها غير الانتظار وزهو العودة الى مواضي أحلام ومنجزات ما كنا قد قرأناه وحفظناه، عن تلك التي تفيض بعظيم ما انجزه أجدادنا العظام من مآثر وملاحم ومخترعات كبيرة دفعت بنواتج الحضارة ومحصلاتها العلميّة والعمليّة نحو كل ما توّصل اليه عالم الثورات الرقمية وسطوة وهيمنة الذكاء الاصطناعي على كافة مجالات الحياة بشقيه الفائدي “من فائدة” جداً والفتّاك -لمن يُسيء الإستعمال-، لحد ما بِتنا نسمع صدى من ينادي مُحرّضحاً، ناصحاً؛ ” لا تعيد إختراع العجلة!!” التي مضى عليها- وهي من ثمرات عقول أجدادنا السومريين العظام- أكثر من 3500 سنة ق.الميلاد ،في مجمل تلخيص وتدليل عملي على أن ذلك الاختراع المذهل – وقتذاك- قد أخذ نصيبه من التطوّر والتغييرات المدهشة التي أجتاحت جميع مفاصل حيواتنا، فيما بقيت عجلة التقدم والتغيير عندنا واقفة تتثاءب وتراوح عند حدود وضفاف تلك الأحلام المستهلكة والمنقرضة، ولعلي أجدُ في مفتتح بديهية تفيد بأن تسع نساء لا يمكنهن إنجاب طفل بشهر واحد، فيما يمكن لأي امرأة واحدة أن تنجب طفلا بتسعة أشهر، أشبه بفرض نمط واقعي بجميع نواحيه الغريزية والعلميّة والإنسانيّة والعمليّة،عن تلك التي تفصل ما بين طبيعة القوانين الوضعية والقوانين الطبيعية البحتة، ليسهل واقع ما ينبغي توّفره وما تعمل به الطبيعة، وبين ما يجب على الإنسان- باعتباره “مركز الكون”- عمله في تجنب الإعادة التي ما من ورائها أية فائدة، هنا، تحضرني حكمة للإمام علي أبن أبي طالب تقول؛”من تُشابه يوماه فهو مغبون”.

ح.ع.الحميد

You May Also Like

More From Author

+ There are no comments

Add yours