ريتا نجيب نفّاع
كنت صلدة كجدار سومري
طينًا خامًا،ينتظر نفخة من فم الآلهة،
تركتني العصور وتجاوزتني الحضارات،
عبرني كما تعبر الأسطورة أرض الرافدين،
طقسًا مقدّسًا،
كأنّني أُقدَّم قربانًا في معبد نينوى،
وأرضي ترتجف تحت قدمي،
لا خوفًا،بل امتثالًا.
فانشقّت في داخلي مسلّة،
تُدوّن وجعي بلغة لا تقرأ،
ولا تترجم.
هو طقس غامض،
نبوءة خرجت من فم كاهن في معبد أور،
تخبرني أنني لن أكون كما كنت،
ولن أعود.
هو أسطورة تمشي،
كأنّه جلجامش وقد نسي خلوده،
جاء يبحث عني لأكون له نبتة الحياة.
رؤيته انبعاث من رماد،
تعيد ترتيب النجوم،
كلّما نطق،توقّفت الساعات في برج بابل،
كأنّ الزمن يخجل من الاستمرار،
وصوته يُعلّم الريح كيف تهدأ،
أما حضوره،
فهو لحظة انبثاقي من رقيمٍ طينيّ،
كتب عليه اسمي بلغة لا تقرأ إلا بالقلب،
غيابه انطفاء في معبد بلا نار،
كأنه فقدان الصلة بالسماء،
وانقطاع عن نبوءات الكهنة.
منذ أن جاء،
وأنا أُعيد تعريف نفسي،
كأنّني كنت مجرد نقش على جدار آشوري،
حتى مرّ بي …فأصبحت المعنى.
+ There are no comments
Add yours