بحبر/ رئيس التحرير
أسعى -غاية وقصداً- بأن أخرج عن سياق ونمط ما هو مُتبع في كتابة العمود الصحفي بتقنياته وسُبل أدواته المتبعة في عوالم علوم الإعلام والصحافة، على أمل الظفر بإعطاء مساحة أكبر وأكثر لتكنولوجيا ما يعرف -اليوم- بال “أن .أف .تي” المختصر لعمليات التوثيق الرقمي، عبر التغييرات العالمية التي حدثت في سوق الفنون التشكيلية “رسم/نحت/تصاميم” -على وجه التحديد- للحدّ التي أضحت فيه الأساس للمحرك الدوّلي الخاص بتوثيق الاعمال الفنية عبر المنصات العالمية، التي يمكن من خلالها مسك وتعقّب مصدر تلك الأعمال ومصيرها وحدود انتقالها في حال البيع والشراء وعلى مدى الدهر ،أن هذه التقنيّة الفريدة تُعد بمثابة عقد تُحدّد بنوده عبر شفرة معلوماتيّة توّثق لسلعة معينة افتراضية أو حقيقية، حتى غدت نوعاً جديداً من “الأصول الرقمية”، كونها أهم وأحدث مرجع توثيقي عالمي يحمي ويحافظ على العمل الفني من أي تزوير أو تحريف وسرقة، تكمن أهميّة N.F.T بالأخص في عراقنا الذي يعُد واحداً من أهم وأغزر بلدان العالم إنتاجاً للفنّ التشكيلي عبر تعدُّد أساليبه وتنويعات تجارب روادّه والاجيال التي تلتهم للحدّ الذي شكلوا فيه ظاهرة متميزة ومؤثرة من خلال وجود مئات الفنانين التشكيلين المهمين، ولكن -للأسف- ومع تراكمات نتاجاتهم الإبداعية والتأريخية، لا نملك لهم -حتى يومنا هذا- ما يوّثق لأعمالهم بما يستحقون، وبما يجب الحفاظ على منجزاتهم والحيلولة دون التزوير والمتاجرة باللوحات المجهولة المصدر والملكية، لذا أصبحت تكنولوجيا “أن أف تي” ضرورة حضارية مُّلحة بغية تجاوز هذا الخلل والمنحدر التأريخي ،بل حتى الأخلاقي، من هنا يأتي التوثيق الرقمي بمثابة ضمان لمستقبل الفنّان، ولعموم التشكيلي العراقي ،عبر السعي لإنتشاره والدفع به نحو مراتب وقيّم أعلى على صعيد المحافل الدوليّة والمزادات العالميّة ،وبما يُسهم -كذلك- في إعلاء أسم العراق، بهذا المضمار الحضاري، إلى جنب أهمية الواقع الإقتصادي و المالي للفنان، وبالتالي البلد الناتج لهذا الفن، يحلو لنا أن نذكر-بعد ما ورد- عن وجود أهم موقعين -فقط -هما OpenSea و Rarible المتخصصين بهذا النوع من التوثيق، بيد إنه لا يمكن لاي فنّان أو شخص أخر الاتصال المباشر بمواقع N.F.T لإتمام أي عملية التوثيق، إلا من خلال جهة مخوّلة ومسموح لها ذلك، بعد أن استوفت كامل الاجراءات القانونية والمصرفية والضريبية والفنية وإلى ما يمنحها “المحفظة الالكترونية”، التي ترتبط مباشرة بجميع المواقع العالمية، والتي تُعد وتعادل عمل “كاتب العدل” من حيث الاقتران بأسم الجهة المخوّلة لترسيم حقوق أي عمل فني، والذي سيحصل بدوره على “أن.أف.تي” بفعل الشفافية ودقة مصدر التوثيق، هنا يتبيّن لنا -بمسرة وغبطة فرح- موقع أو منصة تعود لشخص عراقي مبدع وكبير هو الموسيقار والمايسترو د.سلطان الخطيب
مُضاءً ومقترناً بـ ” S.O.N سلطان للفنون
” www.sultanofarts.com هي عبارة عن منصة مسابقات فنية دولية تشمل “الموسيقى/الفنون التشكيلية/ المسرح الصامت/والباليه” ،تلك التي وصل عدد المتابعين لهذا الموقع حول انحاء العالم-وحتى كتابة هذا المقال- إلى 31 مليون و 600 أ لف متابع وبشراكة 1048 أكاديمية ومؤسسة فنية عالمية، الأمر الذي أهلّ الموقع لأن يصبح شريكاً للغول، بعد أن أستوفى لجميع الشروط الفنية والتقنية والمصرفية والضريبية ليمنح حق توثيق NFT وتجارتها، كما حصل على “المحفظة الالكترونية” المرتبطة بجميع مواقع NFT العالمية، أي أصبح “SOA“ ختم التوثيق للحصول ومنح NFT للأعمال الفنية، شيءٌ يدعو الفخر والسرور.
————–

+ There are no comments
Add yours