كوردستان .. دائماً وأبداً في العقل والضمير

حسن عبدالحميد

الحضارة .. كما الأنهر، قد تتوقف، لكنها لا تعود إلى الوراء.

ثمة مثلٌ مُجرّب ومُتداول يقول بما معناه: “المشكلة التي لا تقتلك، تُقوّيك”.

أستشرف واستعين بعبارة لشكسبير أراها ساطعة، لامعة، واضحة كما هي عين الشمس، أسمعها تقول: “الحقيقة تُخجل الشيطان”.

كل ذلك تراكم عندي وتقادح في ذهني وضميري، أمام ما تعرّض ويتعرّض له شعبنا الكريم، الصابر، الحُرّ، الواثق، العتيد، العنيد في كوردستان العراق، عبر كل ما واجه وتحدّى من مشاكل وصعاب ووسائل ضغط وأساليب تضليل ومكائد خداع، من أجل ثنيه والْهي عن تحقيق أحلامه وتطلعاته في الحرية والحياة التي تليق بعراقة وحضارة هذا الشعب الصابر، المكابر، الذي جاهد وعاند، واستقى من ينابيع أفكار، عبر مواقف ورؤى وتطلعات الزعيم التاريخي الخالد الملا مصطفى البارزاني، وصولاً إلى ما هي عليه الحياة الحضارية في عموم الإقليم.

 

ولعلّ ما تحقق من بسط ثقة وهيبة الأمن والأمان والازدهار، وما لحقه من تقدم وعمران وتنمية مستدامة في كافة المجالات، هو ما جعل “هولير” – أربيل الفاتنة الحبيبة – قبلة ومنارة للزائرين، ومفتتحاً للمستثمرين ورجال المال والأعمال، فضلاً عن الباحثين عن فرص للعمل من أجل التمتع بحياة رغيدة.

أربيل التي أضحت تضاهي الكثير من مدن المنطقة وربوع العالم، لما تتميز به من مكانة ومهابة، وربما تفوقها، جراء ثراء جمال الطبيعة الخلابة والمناظر الآسرة والجو المثالي الجميل.

كل هذا وغيره من نعم الله وجوده الواسع الكبير، هو ما دعاني لاستنفار ذاكرتي، وتعميد ذائقتي بالنقاء والضوء وسعة القلب ونصاعة الضمير، أمام فعلٍ من حفلة تشفٍّ وشماتة – للأسف – من ظروف طارئة، زائلة لا محالة، كانت قد تعرّضت لها الشمّاء أربيل، كي تبقى عالية مرتفعة، شامخة ومرفوعة الرأس، دائماً وأبداً.

ولنا فيها زادٌ وملح، وفيما وجدنا فيها دار إقامة قاربت السبعة أعوام متواصلة، رفقة صحبة وصفوة من مفكرين وعلماء وأصحاب شأن وإعلاميين وأصدقاء مخلصين.

هنا .. نُجدّد العهد والوفاء، ونثني، بكل ما فينا من ثقة واعتداد، على مهابة وعظمة الروح الحكيمة التي تتمتع وتتسم بها قيادة الإقليم في فهم وهضم مهام تجاوز كل المحن، ومحق جميع عراقيل الظروف، وتشابك الأزمات، من أجل تثبيت مسارات المسيرة التاريخية التي واكبت نضال أحبتنا – إخوتنا الكورد الميامين الأوفياء – الأشداء، عمالقة الجبال والسهول والبراري والوديان، طوال سنوات مضنية، صعبة، بل وتكاد أن تكون مستحيلة، خاضها الشعب الكوردي الأبي، خلف رجالات أبَاة مخلصين لله عز وجلّ ولقضيتهم المقدسة، بعد أن ضحّوا بأنفسهم، وبالغالي والرخيص، من أجل أحقية هذه القضية، بكل تفانٍ وحرص وجِدّ ومواصلة.

وكان لهم ما أرادوا وقرروا، وفازوا بعد عناءات وتضحيات جسام، وهذا ما يضُر ويضاد ويعاكس كل من في قلوبهم غيظ من فيض غِلٍّ وحسد وعلل حضارية ونفسية، عادة ما تدفعهم للنيل من الشعوب الحالمة، والدائمة في عشق الحياة وفهم معنى الحرية الحُرّة والدفاع عنها مهما كان الثمن، وعظمت التضحيات وغلت.

معاً من أجل حياة رغيدة وآمنة لشعبنا الكوردي البطل على مرّ الزمن، فالزمن – على حد تعبير أحد الحكماء – يسير منتصب القامة دائماً وأبداً.

——

مدير عام وكالة نمتار الإخبارية

ورئيس تحريرها

You May Also Like

More From Author

+ There are no comments

Add yours