بحبر/ رئيس التحرير
زهوٌ شعارٌ ينوء بحمل رهان صدقٍ وسواندِ عمقٍ، يبرع ويحفل برمزيةٍ فائقة: “الوفاء للوفاء”.
هذا ما اجترحته إدارة مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم بمدينة الناظور المغربية، وهي تستعد لإقامة مهرجانها الدولي لسينما الذاكرة في دورته الرابعة عشرة للفترة ما بين 15 – 20 تشرين الثاني / نوفمبر هذا العام، منضويةً تحت شعارها العام والشامل: “ذاكرة السلام”.
بمشاركة نخبة من السينمائيين والمفكرين والباحثين والدبلوماسيين والحقوقيين من المغرب ومختلف أنحاء العالم.
وإذ أقف – مجدداً – عند ضفاف تكريمٍ واحدٍ من الوجوه المُكرّمة، التي أسهمت بثقل جهدها وتوافد إخلاصاتها النادرة والحيّة في مجالات الأدب وحقوق الإنسان والدفاع عن قيم العدل والحرية والكرامة وجودة الحياة وصلاحية العيش المشترك فيها،
أريدُ بفخامة التكريم المُعدّ هذا للشيخة الدكتورة الشاعرة سعاد الصُباح، المُتمثل بتنظيم ندوة فكرية دولية تشمل إسهامات باحثين ومفكرين عرب وأوروبيين من إسبانيا وأمريكا اللاتينية، سيدلون بآرائهم وتقييماتهم حول خواص أعمالها واستشراقاتها.
في تكريم العديد من المفكرين والباحثين العرب وهم أحياء، عبر ما أسمته بـ “يوم الوفاء”، حيث تحتفي فيه بتكريم كبار المبدعين المرموقين من العرب وهم على قيد الحياة والكتابة والتواصل والعطاء.
فمنذ العام 1995، الذي ابتدأ بتكريم الأستاذ الكبير عبد العزيز حسين كعلمٍ من أعلام التربية في دولة الكويت، شملت التكريمات كلّاً من:
الشاعر إبراهيم العريض من البحرين،
الشاعر نزار قباني من سوريا،
ثروت عكاشة من مصر،
الأمير عبد الله الفيصل من السعودية،
عبد الكريم غلاب من المغرب،
غسان تويني من لبنان،
صالح العجيري من الكويت،
وأخيراً الباحث والمفكر عبد الحسين شعبان من العراق.
وها هو اليوم الذي يُعيد فيه هذا الجمع المُنتخب من أسماء ووجوه لشخصيات وازنة في شتى مشارب الفكر ومشتملات الثقافة والفن ردَّ الجميل بالجميل، وعلى هذا النحو المتناغم والفريد، احتفاءً بشخصيةٍ تسامت تجمع ما بين عمق الفكر وفتنة جمال الكلمة وعذوبتها، ونبل الرسالة التي وسمت بها د. سعاد محمد الصُباح المشهد الثقافي العربي بجرأتها الفكرية وريادتها الأخلاقية وأبعادها القيمية والإنسانية على حدّ سواء.
وأذكرُ أن شرارة الإعلان وتبلور سُبل التفكير والإعداد لهذا التكريم وطبيعة الاحتفاء، تجلّت في ثلاثاء يوم السابع عشر من كانون الأول / ديسمبر 2024، خلال الحفل الكبير والضخم الذي نظمّته دار سعاد الصباح للثقافة والإبداع في دولة الكويت بمناسبة تكريم الباحث والمفكر الكبير د. عبد الحسين شعبان في قاعة الاحتفالات الكبرى لفندق “ديفان” الشامخ وسط مدينة أربيل.
تلك التي شهدت – أيضاً – وفي الجلسة المسائية لذلك الاحتفاء التاريخي والنوعي بكامل نواحيه وتعزيزاته، حفل توقيع كتاب هو بالأحرى مجلد ضخم من 700 صفحة من القطع الكبير، جاء بعنوان:
“عبد الحسين شعبان.. جمر الحروف.. في الطريق إلى الحرية والحداثة والتنوير”




+ There are no comments
Add yours