المرأة والذكاء الاصطناعي: حضورٌ يتجاوز التمثيل نحو التأثير والتحوّل

بقلم / عشتارولوجي

في خضم الثورة الرابعة التي يقودها الذكاء الاصطناعي، لا تقتصر التحولات على الاقتصاد والتكنولوجيا فقط، بل تمتد إلى البُنى الاجتماعية والثقافية، لتعيد تشكيل أدوار الأفراد داخل هذا العالم المتغير. ومن بين أهم الأسئلة المطروحة: ما هو موقع المرأة في هذا المشهد المتجدد؟ هل ستكون مجرد مستخدِمة لهذه التكنولوجيا، أم مساهمة في صناعتها، بل ومؤثرة على توجهاتها؟ وهل للمرأة موقع متميز داخل هذه المنظومة مقارنة بالرجل، أم أن الفجوة التقنية ستعيد إنتاج التحيزات ذاتها في قوالب جديدة؟

المرأة وصناعة الذكاء الاصطناعي: حضورٌ متزايد أم تمثيل رمزي؟

رغم أن النسبة الكبرى من مطوري الذكاء الاصطناعي ما زالت من الذكور (تشير تقارير مثل UNESCO 2023 إلى أن النساء يشكّلن أقل من 22% من مطوري AI حول العالم)، إلا أن السنوات الأخيرة شهدت نمواً مطّرداً في حضور النساء في هذا المجال. أسماء مثل في-في لي (Fei-Fei Li)، رائدة الذكاء الاصطناعي في جامعة ستانفورد، وجوي بولامويني، التي كشفت عن التحيز العنصري في خوارزميات التعرف على الوجه، تمثلان رمزين لنساء لم يكتفين بالمشاركة، بل شكّلن مسارات جديدة في كيفية بناء الذكاء الاصطناعي وتوجيهه أخلاقياً.

المرأة كقائدة لتقنيات المستقبل:

ما يميز مشاركة المرأة في هذا المجال ليس فقط القدرات التقنية، بل البُعد الأخلاقي والإنساني الذي تحمله رؤيتها. فبينما تميل بعض النماذج الذكورية إلى مقاربات قائمة على الكفاءة والسرعة والهيمنة السوقية، غالباً ما تقترن مساهمات النساء بمفاهيم الشمولية، العدالة، والتنوع. هذه القيم أصبحت ضرورية اليوم في تصميم خوارزميات عادلة لا تعيد إنتاج التحيزات الجندرية أو العرقية أو الطبقية.

المرأة والذكاء الاصطناعي التوليدي: فضاء جديد للإبداع والتعبير

مع انتشار أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT، Midjourney، وRunway، أصبح للمرأة منصات تتيح لها كسر الحواجز التقليدية في مجالات مثل الكتابة، الفن، التصميم، وصناعة المحتوى. لم تعد بحاجة إلى استوديو ضخم أو تمويل خارجي لتُعبّر عن أفكارها. يمكن لامرأة من بغداد أو نيروبي أو مانيلا أن تخلق مشروعاً عالمياً من غرفتها باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، ما يُعيد تعريف “التمكين”.

هل هناك فرق فعلي بين مشاركة المرأة والرجل في الذكاء الاصطناعي؟

الفارق لا يكمن في القدرة التقنية، بل في الزاوية الإنسانية والمعرفية التي تحملها المرأة غالباً. الدراسات النفسية والاجتماعية تشير إلى أن النساء أكثر حساسية للتأثيرات الاجتماعية طويلة المدى، ما قد يجعل مساهمتهن أكثر استدامة في مجالات مثل أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، تعليم الأطفال الذكاء الاصطناعي بأمان، وتطوير نظم رعاية صحية ذكية تأخذ بعين الاعتبار الفروق الجندرية.

تحديات مستقبلية:

رغم هذه المؤشرات الإيجابية، لا تزال هناك فجوات حقيقية:

  • نقص تمثيل المرأة في مراكز القرار في شركات التكنولوجيا الكبرى.
  • خوارزميات تحاكي وتعيد إنتاج تحيزات ضد النساء (كما في أدوات التوظيف الذكية التي تفضل السير الذاتية الذكورية).
  • فجوة رقمية في المجتمعات النامية تحرم ملايين النساء من الوصول للتدريب أو المشاركة.

خاتمة:

المرأة ليست ضيفة على مشهد الذكاء الاصطناعي، بل فاعلة رئيسية قادرة على إعادة تشكيله وفق منظومة أكثر عدالة واستدامة. الفرق لا يكمن في النوع، بل في الرؤية. ومع تنامي الوعي وتمدد أدوات الوصول، فإن المرأة المستقبلية في عصر الذكاء الاصطناعي ليست فقط مستخدمة ذكية، بل خالقة ومؤثرة ومهندسة لمستقبل يشبهها — أكثر شمولية، أكثر إنسانية، وأكثر حكمة.

تنويه : المقال من توليد الذكاء الاصطناعي.

You May Also Like

More From Author

+ There are no comments

Add yours